rakwolf عضو جديد ( حبابك )
عدد المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 12/01/2012 نقاط التميز : 52 المهنة : الدولة : الجنس :
| موضوع: حذروا لذة الطاعات ،،! الخميس 12 يناير 2012, 2:16 am | |
| بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ************************************إحذروا لذة الطاعات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!من نعم الله – تبارك وتعالى – على عباده أن شرع لهم سبلاً لطاعته ومنهجاً للقرب منه؛ ليكون أنيساً لهم من ضيق العيش في الدنيا وهفواته، وبلاغاً إلى مرضاة الرب وجناته، وتثبيتاً لهم في وجه فتن الزمان ونكباته، وزيادة على ذلك كله ترك لهم بعد فعلها حلاوة يجدونها في قلوبهم وألسنتهم وعقولهم، فإذا بالسكينة والطمأنينة تغشاهم، والخشوع والإخبات في قلوبهم، والهمة والعزيمة تتملك جوارحهم ، كأني بأحدهم لو أراد أن يزحزح الجبال لزحزحها عن مكانها من شدة القوة التي أدخلتها عليه تلك الطاعات والقربات. (( يقول بعض الشيوخ : لقد كنت في حال أقول فيها: إن كان أهل الجنة في الجنة في مثل هذه الحال إنهم لفي عيش طيب. وقال آخر: إنه ليمرُّ على القلب أوقات يرقص منها طرباً. وقال الآخر: لأهل الليل في ليلهم الذُّ من أهل اللهو في لهوهم))(1). إلا أن هذه الحلاوة وهذه اللذة التي تتركها الطاعة في قلب فاعلها تنقلب رأساً على عقب من دائرة الحسنة المقبولة المرضيّ عنها إلى المردود التي تُرمى كالخرقة البالية في وجه صاحبها؛ ولهذا قال بعضهم: أحذروا حلاوة الطاعات! وذلك لأن المقصود من الطاعة لله – تبارك وتعالى – هو الخضوع والخشوع والانقياد والتذلل والانكسار له – سبحانه – فإذا خلت من هذه المعاني واتصفت بأضدادها كانت سمّاً قاتلاً ووبالاً على صاحبها. فالعبد المطيع وهو في غمرة طاعته لربه من خلال أدائه للأعمال الصالحة والمشروعة يرجو ثواب الله وإعلاء كملة الله؛ يصيبه في سيره المبارك داء العُجْب تارةً ومرض الكبر والغرور تارةً أخرى، فينحدر إلى الأسفل بعد أن كان صاعداً إلى الأعلى.والمعجَب أعمى عن آفات نفسه وعمله، والعمل إذا لم يُتَفقَّد ضاع، وإنما يتفَقّد عملَه من غلب عليه خوف الله وخوف ذنوبه ولا يريد الثناء على نفسه وحمدها وتزكيتها، وربما أُعجب برأيه وعقله فيستنكف عن سؤال غيره ولا يسمع نصح ناصح لنظره من سواه بنظر الاستحقار؛ نسأل الله السلامة والعافية.إن الذي يكتب الله له الهدى والخير يضع في قلبه الحساسية والحذر والتلفت والحساب، فلا يأمن مكر الله، ولا يأمن تقلُّب القلب، ولا يأمن الخطأ والزلل، ولا يأمن النقص والعجز، فهو دائم التفتيش في عمله، دائم الحساب لنفسه، دائم الحذر من الشيطان، دائم التطلع لعون الله ونصره وتأييده، وهذا ابن القيم يقول: (( فلا أنفع للصادق من التخفف بالمسكنة والذلة والفاقة وأنه لا شيء، ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – من ذلك أمراً ولا فيّ شيء ؛ وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت: أنا المكدي وابن المكدي وهكذا كان أبي وجدِّي وكان إذا أُثنيَ عليه في وجهه يقول : والله! إني إلى الآن أجدِّد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعدُ إسلاماً جيداً))(2).إننا عندما نتحدث عن الحذر من حلاوة الطاعة ليس يعني هذا أننا ننفِّر منها وكأنها شر يجب أن نتقيه، ولكنّ ذِكرَنا لها إنما هو تحبيب فيها وسعي للوصول إليها وثبات على منوالها، فالغفلة عن مثل هذه الدقائق المهمة توجب التنبيه إلى أهميتها وخطورة الاستهانة بها. يقول الإمام الذهبي – رحمه الله – فكم من رجل نطق بالحق ، وأمر بالمعروف ، فيسلِّط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده ، وحبه للرئاسة الدينية ، فهذا داء خفي سار في نفوس الفقهاء ، كما أنه داء سار في نفوس المنفقين من الأغنياء وأرباب الوقوف والترب المزخرفة ، وهو داء خفي يسري في نفوس الجند والأمراء والمجاهدين ، فتراهم يلتقون العدو، ويصطدم الجمعان وفي نفوس المجاهدين مخبأت وكمائن من الاختيال وإظهار الشجاعة ليقال ، والعجب فوق ذلك كله ..، فأنى يُنصَرون ؟ وكيف لا يُخذَلون ؟ اللهم ! فانصر دينك ، ووفِّق عبادك(3). ~~~~~~~~~~~~~~~~~(1) مجموع فتاوى ابن تيمية: 10/647(2) مدارج الساكين: 1/524(3) بتصرف يسير من سير أعلام النبلاء : 18/192~~~~~~~~~~~~~~~~~تم النقل بفضل الله نفعنا وإياكم ،، آمين~~~~~~~~~~~~~~~~~
ومن الحكم الرائعة : " لا تفرحك الطاعة ؛ لأنها برزت منك ، وافرح بها ، لأنها برزت من الله إليك " [size=21]في الرابط التالي : * (حكم تسمو بالهمم فوق القمم ،، لا تجعلها تفوتك)
| |
|
sawan عضو جديد ( حبابك )
عدد المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 12/01/2012 نقاط التميز : 22 الدولة : الجنس :
| موضوع: رد: حذروا لذة الطاعات ،،! الخميس 12 يناير 2012, 7:00 pm | |
| .
شكرا للطرح المفيد بنتضار جديدك تقبل مروري | |
|