هل الثقافة الجنسية تفاصيل العملية الجنسية وطرق الممارسة؟
الثقافة الجنسية ليست طرق الممارسة، فالممارسة تأتي بطريقة فطرية وتختلف من شخص إلى آخر، وليس المقصود منها أيضاً التسطيح التافه للعملية الجنسية الذي يعود بنا
في النهاية لترويج الإثارة وتحويل المجتمع إلى مجتمع حيواني، وإنما الثقافة التي ينبغي أن تدرس كجزء تابع للصحة العامة هي التي تبرز وتوضح الخطوط العريضة لمفهوم
الجنس بشكل يحفظ أمن وسلامة المجتمع ويبتعد عن الإباحية والتفسيرات التي تؤدي بالمجتمع للهلاك وبما أنها جزء من الصحة العامة فيجب التعرف على عدة مفاهيم منها:
النظافة: والتي تشمل نظافة الجسد والمكان والملابس الخاصة بالأفراد فالكثير من أفراد المجتمع يتجاهل النظافة ولايعتبرها جزءا من الثقافة الجنسية ولاتتعلق بالمرأة فحسب، وإنما
الرجل هو الآخر لابد أن يهتم بنظافته الشخصية ومن خلال الثقافة الجنسية يزداد الوعي بأهمية النظافة والمحافظة على إستمراريتها مما يحسن من الوضع في حالة الإلتقاء الجنسي.
الإرتواء العاطفي: الذي يغفله الرجل في المجتمعات العربية والإسلامية ويكتفي بما يعتقده من أوهام خاطئة بأن اللقاء الجنسي يكفي لتعريف الطرف الآخر بمشاعره العاطفية وتكون
النتيجة سيئة للطرف الذي يكون في حالة إحتياج عاطفي من الآخر ويشعر أنه أصبح مجرد وسيلة متعة فقط مما يصيبه بنوع من الكراهية للقاء الجنسي.
الإرتواء الجنسي: وهو أن يصل أحدهما للنشوة قبل الآخر الى شريكه ولايدرك نتيجة ذلك فهو يصيبه بإيذاء نفسي وأيضاً جنسي نتيجة عدم إكتفائه الجنسي ووصوله لحالة من الإشباع.
التفاعل الأنثوي:حيث ينكر الرجل على زوجته التفاعل الذي يظهر عليها أثناء الممارسة أو قيامها ببعض التصرفات الشرعية مع جسده، ويمارس الزوج إستنكاره عن طريق نظراته التي تسبب لها حرجاً أو التصريح بكلمة تحمل معنى الإستغراب، ويعتقد خطأً أن ماقام به نوع من الحفاظ على الزوجة ويتجاهل الفطرة والغريزة الجنسية التي تجعل تفاعلها هذا أمراً طبيعياً وليس عيباً أخلاقياً إرتكبته في حق زوجها.
الحديث أثناء الممارسة والإتصال بالعالم الخارجي: وفي هذه الحالة يصاب الطرف الآخر بنوع من الإحباط بسبب تجاهل الأخر لأهمية وضرورة التوحد معه بكل كيانه حتى تتحقق لهما السعادة المنشودة.
لحظات ما بعد الممارسة: حيث ينشغل أحد الطرفين عن الآخر والذي يكون في حالة إحتياج إلى بعض العبارات العاطفية التي ينهي بها اللقاء.
أسباب التخوف من الثقافة الجنسية
السبب الرئيسي الذي يؤدي للتخوف من العملية الجنسية هو الفهم الخاطيء الراسخ في أذهان الكثير والذين يعتقدون من خلاله أن الثقافة الجنسية هي بيولوجية بالدرجة الأولى وأنها تهدف إلى تعليم أفراد المجتمع على كيفية ممارسة الجنس!
لذلك يرفضها الكثير من أفراد المجتمع لإعتبارها وسيلة مساعدة على الإنحراف! ومن هنا كان اللجوء للتكتيم على كل ماهو جنسي بإعتباره وسيلة أكثر أماناً لإستقامة الشباب وإبعادهم عن الإنحراف! ولكن وجدنا العكس يحدث في العالم العربي والإسلامي ووجدنا المزيد من الإنحراف نتيجة البحث عن هذه الثقافة وكل ماهو ممنوع بطرق خاطئة، والإستعانه بأصدقاء السوء والثقة فيهم لمعرفة مانرغب من معلومات، و تم إستغلال المعرفة الإلكترونية لتكثيف الجانب البيولوجي من الجنس، والتحول به إلى مجال الإثارة الحسية التي تدفع بالشباب إلى مزيد من الإنحراف، والإهمال التام للجانب الأخلاقي للجنس ليصبح الجانب الجسدي هو المسيطر على الإتجاهات الجنسية للشباب، مع أن الثقافة الجنسية تعد مسألة أخلاقية قبل أن تكون بيولوجية فهي أخلاقية بنسبة80% وبيولوجية بما يقل عن 20%، ولكن نظراً لجهل الأسرة بأهمية تثقيف أبنائهم والتثقيف لايعني الدخول في التفاصيل بالإضافة جهل المجتمع وتصويره للثقافة على أنها نوع من الخروج عن عادات وتقاليد المجتمع وأن القصد منها هو نشر البغاء المنتشر بالفعل والذي يلاحظه المجتمع ويدركه جيداً.
رأي الدين في الثقافة الجنسية
رجال الدين في هذه القضية بين مؤيد ومعارض البعض منهم طالب بتدريس الثقافة الجنسية بالمدارس والجامعات، وكانت وجة نظرهم هذه مبنية على أساس أنها ضرورة لمواجهة نقص الوعي الجنسي لدى الأزواج وتحاشي عواقب الجهل بأصول تلك العلاقة والذي يودي بالكثير من الزيجات، ولابد من تدريسها بالضوابط الفقهية والتربوية لتفادي الأخطاء لدى الشباب، وأوضح البعض من الفريق المؤيد لتدريس ونشر الثقافة الجنسية أنها رد فعل لإنتشار أمراض الإيدز وما ظهر من أمراض حديثة والسبب فيها هو غياب الوعي الجنسي والديني في ذات الوقت نتيجة الممارسات غير السليمة، وأكد هذا الفريق على أن كتب الفقه القديمة كانت تحتوي على شرح الثقافة الجنسية بشكل يتسم بالجرأة المقبولة والتي لاتحول الثقافة لنوع من الإثارة.
بينما رأى الفريق المعارض لها أن الغرض من هذه الثقافة هو إختراق المحرمات المحظورة ومناقشتها شرعاً بل والمعروفة بشكل فطري، وعللوا رفضهم لهذه الثقافة بسؤالهم ما المقصود بتدريس الجنس تحديداً هل هو تعليم الأبناء ما ينبغي أن يحدث أثناء اللقاء الجنسي؟ أم المراد بها شرح الأجهزة الجنسية للرجل والمرأة ؟ وأكدوا أن تدريس الجنس أو حتى الثقافة الجنسية هي ثقافات واردة إلينا من الخارج وهذا أمر مرفوض بحجة أن الحياء شعبة من الدين فلا دين لمن لاحياء عنده، وإذا أراد أحد الجنسين معرفة شيئ يتعلق بالعملية الجنسية فعليه التوجه لأولي العلم ويستفسر عن المطلوب معرفته.
وظهرت إجتهادات عديدة للرد على الرأي الذي يؤكد أن الثقافة الجنسية هي إختراق للخطوط الحمراء في المجتمع، وكان منها أن القرآن الكريم تطرق للفراش وهذا يؤكد لنا أنه من الممكن تناول العلاقة الجنسية بأسلوب علمي محترم وموثق كعلم وقواعد وأصول.
د
منقول